وصول فريق الإمارات للبحث والإنقاذ إلى ليبيا

 

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أمر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الهيئة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات في ليبيا، وفي وقت لاحق أمس وصول فريق الإمارات للبحث والإنقاذ إلى ليبيا. وشرعت الهيئة في تنفيذ برنامج إغاثي على وجه السرعة تقدم من خلاله كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية والاحتياجات الضرورية الأخرى، يستفيد منها المتضررون في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الكارثة.

0 seconds of 0 secondsVolume 0%
 

وتأتي أوامر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في إطار حرص سموه على الحد من تداعيات الفيضانات على الأشقاء في ليبيا، وتعزيز دور الإمارات الإنساني على الساحة الليبية في الوقت الراهن، وتقديم المساعدات للمحتاجين والمتضررين من الكارثة في مختلف المناطق المتضررة.

كما تجسد أوامر سموه دور الإمارات الحيوي والمؤثر في تعزيز مجالات الاستجابة تجاه القضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمعات البشرية حول العالم، ويضعها في مقدمة الدول التي تسخر إمكاناتها لتخفيف الأضرار الناجمة عن الكوارث، وذلك عبر تدخلها السريع والقوي لصالح المتأثرين من منطلقات إنسانية بحتة دون أي اعتبارات أخرى.

ووصل فريق دولة الإمارات للبحث والإنقاذ، أمس، إلى مدينة مطار بنغازي في دولة ليبيا للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها دولة ليبيا الشقيقة وأودت بحياة الآلاف وإصابة آخرين. وتأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة وفرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا. وباشر فريق الإمارات للبحث والإنقاذ مهامه فور وصوله والذي يضم 34 فرداً مزودين بالآليات والمعدات اللازمة لأداء مهامه. ويصنف فريق الإمارات للبحث والإنقاذ من فئة «الثقيل» وهي بمثابة رخصة دولية معتمدة من الأمم المتحدة تتيح للفريق القيام بعمليات البحث والإنقاذ إقليمياً ودولياً وفق المتطلبات والمعايير والإجراءات المتبعة في هذا الشأن.

وفي وقت سابق، أكد الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمود عبدالله الجنيبي، أن الهيئة عملت على تنفيذ توجيهات القيادة، وأكملت ترتيباتها لتقديم مساعدات إنسانية متنوعة للمتأثرين في شرق ليبيا، مشيراً إلى أنه تم تحريك طائرة إغاثة على وجه السرعة غادرت الدولة إلى ليبيا، تحمل على متنها كميات كبيرة من المواد الغذائية والإيوائية والاحتياجات الضرورية الأخرى.

وقال إن وفداً من الهيئة يرافق الطائرة للقيام بإيصال المساعدات وقيادة عمليات الهيئة الإغاثية ميدانياً، والوقوف على طبيعة الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة وتقييم تداعيات الكارثة، ودراسة الاحتياجات الفعلية للمتضررين وتلبيتها على وجه السرعة، مؤكداً أن الهيئة لن تدخر وسعاً في سبيل الوقوف بجانب الأشقاء في ليبيا وتقديم كل ما من شأنه أن يسهم في تخفيف وطأة الكارثة عن كاهلهم.

ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات في شرق ليبيا بشكل هائل في ظل تقارير عن آلاف المفقودين، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أمس.

وقال المسؤول في المنظمة طارق رمضان، للصحافيين في جنيف في اتصال عبر الفيديو من تونس: «حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف. نؤكد من مصادرنا المستقلة للمعلومات أن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن».

وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون في حكومة شرق ليبيا أن ما لا يقل عن 5200 شخص لقوا حتفهم بسبب السيول، وإن لم يتضح حتى الآن الأساس الذي استندوا إليه في تقييمهم.

وفي مدينة درنة الساحلية، انتشلت فرق الإنقاذ العاملة في شرق البلاد مئات الجثث من تحت الأنقاض التي غمرتها الفيضانات المدمرة. ووفقاً لتقديرات السلطات بلغ عدد ضحايا الفيضانات نحو 5200 شخص.

وقال المتحدث باسم الوزارة التابعة للحكومة المكلفة من مجلس النواب والتي تتخذ من شرقي البلاد مقراً لها، طارق الخراز، إن عمال الإنقاذ لايزالون يباشرون انتشال جثث الضحايا الناتجة عن الفيضانات. وتابع الخراز أن ربع المدينة تدمر أو جرف إلى داخل البحر. وتعتبر درنة هي أكثر مدينة تضررت من الفيضانات التي أعقبت العاصفة التي ضربت شرقي ليبيا. وانهار سدّان خلال العاصفة.

وتسببت العاصفة «دانيال» في فيضانات مدمرة اجتاحت العديد من بلدات شرق ليبيا، لكن السلطات قالت إن مدينة درنة كانت الأكثر تضرراً، حيث دمرت الأمطار الغزيرة والفيضانات السدود وجرفت أحياء بأكملها.

وفي وقت مبكر من أمس قال الهلال الأحمر الليبي إن فرقه انتشلت أكثر من 300 قتيل في درنة. وأعلنت الحكومة في شرق ليبيا مدينة درنة منطقة كوارث.

ولايزال الكثير من الجثث تحت الأنقاض في أحياء المدينة، أو جرفتها المياه في البحر.

ونشر سكان درنة مقاطع مسجلة مصورة على الإنترنت تظهر الدمار الكبير وانهيار مبانٍ سكنية بأكملها على طول وادي درنة، وهو وادي النهر الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة، كما انهارت مبانٍ سكنية من طوابق عدة.

وضربت العاصفة «دانيال» مناطق أخرى شرق ليبيا، من بينها مدينة البيضاء، حيث ذكرت تقارير أن نحو 50 شخصاً قتلوا. وقالت الحكومة إن مدن سوسة والمرج وشحات كانت ضمن المناطق المتضررة.

ونزحت مئات العائلات ولجأت إلى مدارس وبنايات حكومية أخرى في بنغازي ومدن أخرى شرق ليبيا.

وسارعت السلطات في شرق وغرب ليبيا لمساعدة سكان درنة، كما أرسلت بعض الدول رسائل دعم إلى ليبيا.

تعليقات